سألني أحدهم ..
كيف تنظر الى آخر موسم لديلبييرو .. ورحيل اليكس ..
فقلت .. :
... ديلبييرو .. أي اااه سيترك هذا الرجل في القلب عند الرحيل ..
وأي أرق ذاك الذي سيحتل جفون العين في الصيف القادم !
ديلبييرو .. هو شيء من ذاك الخيال ..
أقرأت يوما في قصص الخيال !؟
أعرفت شعور السائر في الحر أياماً ..
حين يلقي بنفسه تحت الأشجار والظلال !؟
أرايت ثورات العرب .. كيف بدّلت حال الشعوب .. من حال الى حال !؟
أرأيت المريض يوماً .. اذ اقترب منه الموت ..
كيف يعيش على الأماني والآمال !؟
أسمعت جواب المغترب يوماً .. اذا سألته عن الأهل والأحوال !؟
أرأيت الزهر كيف يذبل والزرع كيف يهلك .. اذا عانى من الاهمال !؟
ألمحت "كاهل" العجوز .. اذا تركها أولادها .. كم عليه من الأثقال !؟
أرأيت جبل الشيخ فجرا .. كيف له هيبة يعلوها جلال !؟
أرأيت البحر ليلا .. كيف للعاشقين يكون المأوى والمآل !؟
أسألت الأم يوما .. عن سر عشق وليدها .. وكل ذلك الدلال !؟
أسهرت الليل مرة .. ودقّقت في كل حرف من قصيدة "الأطلال" !؟
أشعرت شعور العاشق .. اذا غاب عنه الحبيب ..
وأصبح اللقاء أمراً محال !؟
أسمعت "فيروز" صبحاً .. كيف تجعل الدنيا بسيطة ..
وتكسوها الحلاوة والجمال !؟
أرأيت .. أسمعت .. أشاهدت .. !؟
كل ذلك .. ستلقى له الجواب ..
بل ربما ستجد الشرح والأسباب ..
الا فراق ديلبييرو ..
فذاك الأمر الذي لا شرح فيه ولا اسهاب ..
فمثل هذا .. أينصفه مجلّد وكتاب !؟
أو هل تستطيع الكرة .. ان تعيد لناظرينا ..
مثل رؤية اليكس .. ذاك الساحر الأنيق الخلاب !؟
ديلبييرو لنا نحن عشاق اليوفي ..
لن تنصفه الكلمات ..
ولو كتبنا الصفحات ..
ولن يتكرّر .. الا في الأحلام والمنامات ..
أو في قصص الأساطير .. والروايات ..
ديلبييرو قصة تختلط فيها قصص كثيرات ..
لنكون أمام "معجزة" كروية ..
ليس في مجال الكرة وحسب ..
بل في كل المجالات ..
ديلبييرو .. رواية للانسانية ..
لا بد أن تكتب وتحفظ في التاريخ للأبد ..
تماماً .. كفيكتور هيجو في أحدب نوتردام أو حتى في البؤساء ..
ومرغريت ميتشيل في ذهب مع الريح ..
و تشارلز ديكنز واوليفر تويست ..
والأخوة كرامازوف للأديب الروسي الرائع دستويفسكي
أو حتى ملحمة الحرافيش لنجيب محفوظ ..
ديلبييرو .. هو آخر سحرة القلوب كروياً ..
عند رحيله .. لا أدري ما حال العين وكم ستدمع ..
ولا أدري كيف ستكون الكرة .. بلا شمس تضيء وتسطع !
سامحك الله يا صديقي ..
فلقد قلبت مواجع الفؤاد ..
وأتيت على ذكر أمر ..
أحاول عن التفكير به ..
الهروب والابتعاد !
سامحك الله .