حدث في المقهى ..

بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــ
يجلس في احد اركان المقهى لا احد يجلس معه سوى وحدته !
على الطاولة التي امامه كوبا باردا من الشاي وبجوار الطاولة شيشة ممسكا بمبسمها
يضع المبسم بين شفتيه وينفث الدخان ويبتسم !!
ينظر الى الرؤوس التي امامه وقد انشغلت جميعها بمتابعة المباراة التي تعرض على
شاشة التلفاز القديم ذو الصندوق الخشبي
وبين الحين والاخر تهتز تلك الرؤوس وتتقاذف اجساد اصحابها
وتعلو اصواتهم وتصرخ صياحتهم
ثم تعود ساكنة كما كانت !
تبدوا عليه السعادة بالمشهد ! يبتسم وتعلو صوت ابتسامته لتتحول الى ضحكات بصوت مسموع عند كل صراخ لتلك الاجساد المصطفة امامه !
يمسك بكوب الشاي البارد امامه ويرتشف منه رشفة طويلة ويهم ان يضعه كما كان
يسقط من يده ليرتطم بالارض وينكسر محدثا صوتا اثار انتباه كل من في المقهى !
تتراشقه النظرات ... يبتسم ولا يبالي
فيبتسمون !!!
تعود انظارهم تتابع المباراة لحظات وتنتهي
وهاهي قد انتهت .. ويهمون بالانصراف
ويبقى وحيدا بالمقهى ..
يضع رأسه بين كفيه يبدوا كأنه يفكر او يشعر بالنعاس !!!!
يقترب منه صاحب المقهى ويمسك برأسه يرفعها لاعلى
يراه يبكي
يربت على كتفيه ويخاطبه !
متى يزول حزنك ؟؟ لقد مرت خمسة اعوام على وفاة نجلك !!!

ينظر اليه وقد امتلأت عيناه بالدموع
يجهش بالبكاء وينصرف !!
بعض الصبية يلتفون حوله خارج المقهى ويرددون بصوت عالي ..
المجنون أهو !!!!


ريختر
!!!!


سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم