انباؤكم - تحقيقات - السياسي :
العلاقة الغامضة التي كانت تربط بين الشقيقين فايز المالكي "الفنان" وشقيقه "الداعية" علي المالكي، باتت الآن متوترة بعد تصريحات الأخير الأصغر هاجم فيها الحضور الفني المؤثر للشقيق الفنان، أثناء عرض فيلم "مناحي" في الرياض الأمر الذي أثار- بحسب مقربين من الفنان المالكي- غضبه ونقمته على شقيقه الأصغر.
واشتعل غضب الفنان فايز المالكي بسبب وقوف شقيقه الأصغر مع الجماعات المتشددة التي هاجمته أثناء عرض فيلمه السينمائي، ووصفته بالشخص الذي يهدف إلى إفساد الأخلاق، ونشر الرذيلة عبر تدشينه للحضور السينمائي في السعودية لأول مرة.
وجاءت تصريحات الداعية علي المالكي لأول مرة داعمة لشقيقه الذي تعرّض لحملة لهجمة "تفسيقية" واسعة، حيث استغرب من أن يوصف بالنفاق، وطالب أن لا يتم التجمهر أمام مركز عرض الفيلم، وموضحاً الرسالة الاجتماعية التي تقف خلف أعمال شقيقه الفنية, ليعود مرة أخرى, بعد ضغوطات تعرض لها, لينفي مثل هذه التصريحات.
وقال مقرّبون من المالكي في حديث مع "السياسي" إن مثل هذه التصريحات أغضبته؛ لأنه شعر بالخذلان في الوقت الذي يحتاج فيه إلى الدعم من شقيقه الأصغر أو الحياد على الأقل، وترديده المستمر لمسألة الهداية والتوبة؛ الأمر الذي يصوره على أنه مذنب بالفعل.
وفي تعقيب الداعية المالكي نفى أن يكون للفنانين أية رسالة اجتماعية مضيفاً "إن الرسالة لا يحملها مشهد يُستهزَأ فيه بأهل الخير، أو أغنية مع سقط من البنات", في إشارة فُهِم منها أنه يقصد المشهد الذي يظهر فيه شقيقه في مقطع غنائي بالفيلم مع عدد من الفتيات.
وبالرغم من غضب الفنان فايز المالكي على تصريحات شقيقه، إلا أنه رفض التصريح أو الرد عليها، في محاولة منه لعدم تصعيد الموضوع. إلا أن العلاقة بين الشقيقين "لم تعد مثل السابق ليس على المستوى العاطفي ولكن على مستوى عملي " بحسب ما يقول أحد المقربين من المالكي الفنان.
فعلى الرغم من عمل الشقيقين في مجالين متعارضين ومتحاربين، إلا أنهما حافظا على علاقة غامضة استثمارها على صفحات الإعلام وشاشات التلفزيون. ونجح الداعية المالكي بتسويق شخصية شقيقه فايز المالكي كرجل محب لرجال الدين على عكس الفنانين الآخرين الذين لا تربطهم أية صلة مع الوسط الديني.
وانعكس هذا التواصل بين المالكي الفنان، بدعم من شقيقه الداعية، على تفكيره- المرتبك في الأساس- وتصريحاته الصحافية التي تثني على رجال الدين المعادين للفن وتؤيد الجهود التي يقوم بها جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر الذي اعتبرته الأوساط الفنية والثقافية السعودية مزايدات مخزية أن تصدر من شخص يصف نفسه بالفنان.
وحاول الداعية المالكي مراراً "هداية" شقيقه الفنان و"إعادته إلى جادة الصواب" الى حد تدبير جلسة هداية صحافية، قامت بها إحدى المجلات الدينية، ظهر فيها المالكي في لقاء مع بعض الدعاة وبدون عقال وعيناه مغرورقتان بالدمع وطبع فوقها عنوان عريض يكشف عن "توبة المالكي واعتزاله الفن نهائيا" الأمر الذي نفاه الفنان المالكي سريعاً.
ويقوم الداعية المالكي بوعوده المستمرة لرجال الصحوة المهتمين بـ"هداية الفنانين" في تولي مهمة "تصحيح مسار" شقيقه الفنان، حيث قال مؤخراً في إشارة واضحة لنيته "أبشر به كل الغيورين والصادقين أن فايز يكن لهم الاحترام والتقدير، وهو إلى الخير أقرب بإذن الله وستسمعون ما يسركم في القريب العاجل. ولكن على رسلكم ومهلكم يا شباب الصحوة، فالدعوة إلى الله تحتاج إلى رفق وصبر".
إلا أن أمنيات الداعية علي المالكي التي تواطأ معها شقيقه طويلاً، قد ذهبت أدراج الرياح بسبب اضطراب العلاقة مؤخراً. مما أدى –بحسب مقربين من الفنان فايز المالكي- إلى تمسكه أكثر بموقفه، إلى درجة التحدي. الأمر الذي دفعه مؤخراً إلى نشر صورته مع الفنانة التركية الجميلة لميس في إشارة منه لعدم اكتراثه بالنقد والهجوم الذي واجهه مؤخراً, وتسفيهه لآراء شقيقه.
ما حدث للفنان المالكي مؤخراً من هجوم وتشنيع وتفسيق دفعه من طرف رجال الدين الذين حاول التقرب منهم دائماً، إلى الطرف الآخر حيث الصحافيين والمثقفين الذين دعموه وساعدوه في معركته القاسية، وأمّنوا له الغطاء الفكري الذي طالما افتقده في بحثه عن الراحة النفسية من التمزق الداخلي الذي يعانيه منذ بداية مشواره الفني، بسبب مواقفه الفكرية المرتبكة ومقاطعة أسرته له سنوات عديدة، بسبب دخوله مجال الفن الذي يعتبر عملاً معيباً عند كثير من العائلات السعودية، قبل أن تتغير هذه النظرة قليلاً في السنوات الأخيرة.
ومن الملاحظ في تصريحات المالكي الأخيرة خلوها من اللغة الاعتذارية التي كان يستخدمها في السابق، وترديده المبررات الفكرية العقلانية التي يرددها الوسط الصحافي والثقافي السعودي في خصوص السينما.